الناشرٍ: دار الشروق / 2010 / جديد / عدد الصفحات: 211 / رقم الطبعة: 1
تدعو الكاتبة الدكتور ليلى تكلا فى كتابها الجديد "التراث المسيحى الإسلامى" دعوة صريحة لنبذ التعصب والكراهية والرفض، مؤكدة أن الفروق بين المسيحية والإسلام أقل مما نظن، مشيرة إلى أن الإختلاف بينهما لا يبرر العداوة والقتل والتكفير.
قارئ الكتاب ربما يظن من عنوانه، أنه كتاب للصفوة أو الخاصة، أو ربما تختص مادته الباحثين والدارسين فى شئون الأديان، لكنه سيجد فى مقدمته ما يؤكد له أن هذا الكتاب ليس للخاصة، وإنما للأغلبية التى لم تدرس، ولذلك تتقبل بصفاء النفس ونقاء الروح كل ما يقال لها بغض النظر عن الواقع، وتؤكد المقدمة على فكرة الكتاب، حيث تقول: نحن نرى أن ما بين المسيحية والإسلام من اختلافات لا يبرر الكراهية والصدام، إن الصفحات القادمة محاولة تقدم بأسلوب سهل ميسر ما نرى فيه الخير والأمان من أجل توضيح الحقيقة.
وتشير تكلا إلى أهمية تصحيح نظرة الغرب المسيحى إلى الإسلام، وتصحيح صورته، مؤكدة على أهمية تصحيح نظرة العالم الإسلامى إلى المسيحية بنفس القدر، مضيفة: والأمران على نفس القدر من الأهمية، فلا يكفى أحدهما دون الآخر لإشاعة روح التعايش والقبول المتبادل.
كتب مقدمة الكتاب المستشار الدكتور أحمد كمال أبو المجد وذكر فيها أن ما شجعه على كتابتها المنطلق المحورى للكتاب، والروح التى يصدر عنها، وهى روح سعى مخلص لتحقيق تعايش ودى، وتعاون أخوى بين المسلمين والمسيحيين، فى مصر أولا وعلى إمتداد الدنيا كلها بعد ذلك.
ويؤكد أبو المجد فى تقديمه للكتاب على أن العرب وجميع المسلمين يتعرضون لحملة تشهير وإساءة إلينا وإلى ثقافتنا المصرية والعربية الإسلامية، ويتهمها بإهدار حرية العقيدة وحرية التعبير ومبادئ المساواة التى يتحدث عنها الدعاة السياسيون والدينيون، وكان من نتيجة هذه الحملة الظالمة أن صار كل العرب والمسلمين مسئولون وحدهم عن موجة العنف والإرهاب والقسوة التى امتد لهيبها إلى العالم كله.
وتناولت الدكتورة ليلا تكلا فى الكتاب مسألتين، الأولى هى السلام والصراع والأديان، حيث بدأت بدراسة مقولات التراث المسيحى اليهودى، ثم ما جاء بعدها من إدعاء ما يسمى بالمسيحية الصهيونية، وعرضت لما أعقبها من نظريات حول صراع الحضارات الذى جاء بعده التركيز على صراع الأديان.
والمسألة الثانية التى تناولتها تكلا فى الكتاب هى "التراث المسيحى الإسلامى المشترك" وناقشت ما بينهما من تقارب يفوق ما بينهما من خلاف، وبينت فى هذا الجزء أن الإسلام يحترم المسيحيين والمسيح والعذراء مريم، وتتلاقى المسيحية والإسلام فى فكرة أن المسيح روح الله، وهو بذلك يختلف عن البشر، بل وعن الأنبياء جميعاً، وهو ما لا تفعله العقيدة اليهودية، وناقشت تكلا فى هذا الجزء من الكتاب المسيحية والمسيحيون فى القرآن الكريم، وموقف الإسلام من ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية، وميلاد السيدة العذراء ومكانتها ومعجزة ميلاد السيد المسيح، والإنجيل فى القرآن الكريم، وخصوصية المسيح، وصفاته ومعجزاته فى الإسلام، وحقيقة التوحيد ومقولة التثليث، ونقاط التلاقى والاختلام.
وجدى الكومى اليوم السابع