الناشرٍ: دار الشروق /2009 / عدد الصفحات: 127 / جديد /رقم الطبعة: 4
يحكي المؤلف قصة طريفة حدثت للبطل عندما كان يتابع احدى قنوات الأغاني الفضائية ولفت نظره شريط الشات المتحرك أسفل الشاشة خاصة عندما مر أمامه رسالة من فتاة تسمي نفسها " زبادي " وتريد التعرف على مرتادي الشات مما أغراه بالتعرف عليها , ومن ثم قام بإرسال رسالة قصيرة لها على الشات تحت إسم " إبن زيدون " لكن تحدث العديد من المفارقات المضحكة من جمهور الشات تجاهه , أما قصة العدد " ما فعله العيّـان بالميت " فتحمل فكرة ساخرة غاية في الغرابة حيث يحكي لنا الراوي عبر المحاضر الرسمية التي تحررت ضد أبطال القصة المعنى الضمني لآثار الفقر والبؤس متمثلة في قصة " منى محمود عبد الكريم " وهي التي اكتشفت كيف قام حارس القبور بنبش وسرقة قبر أخيها للحصول على عدد من المسامير والشرائح البلاتينية والتي كانت مزروعة في ساق أخيها المتوفي وذلك لبيعها لصالح ابن عم المتوفي ! يأخذنا بلال فضل في تلك القصة الساخرة إلى عالم من الكوميديا السوداء حيث الغلبة دائماً لقاعدة " الحي أبقى من الميت " , لكن أفضل ما حمل الكتاب من قصص تقدم فكرة عميقة التأثير كانت قصة " كشكول الأمل " والتي تحمل رائحة تهكم سياسي واضحة وهي التي تحكي قصة عم غمراوي موظف الحكومة البسيط الذي كان يصدق دائماً بيانات الحكومة التي تتصدر الصفحات الأولى من الجرائد القومية ومن ثم كان يحتفظ بكل تلك البيانات والأرقام في كشكول صغير أطلق عليه إسم كشكول الأمل حيث كان دوماً متفائلاً بأن الغد أجمل وفقاً لمعدلات التنمية التي تنشرها جرائد الحكومة بإستمرار , لكن الغد حمل له الكثير من المتاعب ولم يأته أبداً بخير حينما قرر فجأة مقابلة رئيس البلاد لينبه أنه إكتشف وفقاً لمراجعته أرقام كشكول الأمل بصفة دورية أن هناك خللاً في الميزانية مما يوحي بأن هناك من يسرق وينهب البلاد من وراء ظهر الرئيس ! هكذا تصور عم غمراوي بفكره البسيط الذي أدى به إلى دخول مستشفى الأمراض العقلية في النهاية !
ختاماً هو كتاب ننصحك بشرائه إذا كنت من المهتمين بالأدب الساخر وخاصة كتابات بلال فضل حيث سيجعلك هذا
الكتاب تضحك بصوت عالي دون الخوف من نظرات الإستهجان من المحيطين بك
التقرير الشهري لموقع دار الكتب